سَمِّعْكَم خَيْر.. ووكِّلْكَم لحَم طَيْر..
فيه هَذاك السّلْطان ـ ما سلْطان غَيْر الله.. واللي عَلَيْه ذنوب يقول استغفر الله ـ قال: (نريد كلّ المشايخ.. اللي في الْحَومَة واللي بعِيْد.. نعْرِف مشاكلهم.. ونراضي بيْن الْمتزاعليْن.. ونعطِيهم هدايا.. بشَرْط كلّ شَيْخ لازِم يْجي عَلَيْ حمار).
دَزّ البَرّاحِيْن لكلّ مشايخ الوطن.. كلّ بَرّاح مشَى لوطن.. اللي يشْرِف عَلَيْ قبيلة يعَلِّي حِسّه قَبْل يْجَبِّي: (يا هَوْه.. أسْمعوا ما تسمعوا الاّ خَيْر.. مَولانا السلْطان يريد كلّ المشايخ.. نَقْب الشَّيْخ كلّه يريده.. يحِلّ مشاكلكم.. ويصالِح بَيْنكَم.. ويعطيكم هدايا.. والسّلْطان شرَط شَرْط.. كلّ شَيْخ لابِدَّ يخْشّ بوابة القَصْر علَي حمار.. اللي يْجي عَلَي كرْعَيْه ما يخَلُّوش يخشّ.. الحاضِر يعْلِم الغايب.. السلْطان داعِيْكم.. لا يغِيْب لا والِي).
اللي ما عنده حمار شرَى حمار.. وتَمَّوا يلمُّوا في الحَمِيْر.. حتَّى الحمير الضّوالّ جابوهِن.
الله ينعل الشَّيْطان ويْخَزِيْه.. في اليَوم الْمَيْعود.. من صباحات الله ما غاب لا شَيْخ.. ما غاب لا ناقِل عَصا.. تقول بايتِيْن يالا القَصْر.. ما غاب الاّ من مات.. اللي يْجي علَي حمار يخِشّ معَ بوابة القَصْر.. اللي يْجي عَلَيْ حمار يخِش.. قَيّلَت القايلة.. تَعَقَّب النهار.. وهم دايرِيْن سِرّاب.. الحمار في جِرّة الحمار.. نَيْن طَفطفَت الشَّمْس.. وبعدها ماعَد هناك حَد عَلَيْ حمار.
جَوا يريد يسكّروا البوابة.. فيه مشايخ واجدِيْن مازالوا بَرَّة.. قالوا: (خَلُّونا نخشُّوا.. حتَّى نحْنا مشايخ.. غيْر ما لْقِيْنا شِي حَمِيْر نركبوا عَلَيهِن).. قالوا: (أرجوا نَيْن نبلّغُوا حَضْرة السّلْطان).
مشوا للسّلْطان يستاذنوا فيه.. قالوا له: (فيه مشايخ واجْدِيْن مازالوا بَرَّة.. لكن ما عندهم شِي حَمِيْر.. أَيْش نديروا لهم؟).. قال السّلْطان: (لا.. ما فِيْه حَدّ يخِشّ الاّ وهو راكب عَلَيْ حمار.. هذا هو الشَّرْط اللي شرَطْته عَلَيْهم.. لَيْش ما جابوا حَمِيْر؟).. ضحك الوزير وقال: (يا حَضْرة السّلْطان.. خَلِّيهم يخشُّوا وخَلاص.. الله غالِب.. الْمشايخ أكثر م الْحَمِيْر..!).
ونا جِيْت جاي .. وهم عَدَّوا غادي.