شَهوةُ الكلام ...

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

شَهوةُ الكلام ...

تقول جدّتي –هي أيضًا قورينيَّة مثل "كاليماخوس"– إن كهوف "شحَّات" مملوءة بالكنوز وإن السحرة وحدهم من يفتحوا "المطالب" حين يقدّمون عيون الأطفال المسروقة قربانًا لملك الجن.

وتقول إن الطقس الأسطوري يشترط أن تَحمل العيونُ الصافيةُ العلامةَ وألا يتكلم الساحر ومرافقه في طيَّات السرداب لكن سادن الكنز يُغويهما للكلام.

الإغواء لعبة الجن المغشوشة بالعسل وفي حضرة الإغواء تغفو الروح إلا من شهوتها وشهقة اللذة.

وتقول أيضًا إن ساحرا مراكشيًّا بلغ منبع أصول الحكمة في أرض المغرب وتلقفت ثعابينُهُ حبالَ "ساحة الفنا" وعصيَّها سار نحو "قورينا" يقوده حلمُه الموغل في الرموز. وفي عمق السرداب تمثَّل الجنُّ له ولرفيقه القوريني امرأةً تتوسَّل:

– "قل للفقي يُعِدْ إليَّ خاتَمي!"

ظلت تموء بهذه الكلمات حتى بلغت شهوةُ الكلام ذروتها ولم يقوَ القوريني على الصمت فاغمض جَفنيه عميقًا لـمَّا تسرب شيءٌ من لَذة ما قبل الكلام رحيقا إلى روحه:

– "عطيها خاتمها يا سي الفقي!".

حلَّت بهما اللعنة فلفظهما الكهفُ أبعد من الندم. لم يُعرف ما حلَّ بالمراكشي، أما القوريني فعُوقب بأن حُبِسَ في لحظة معتمة من الزمن بين ذروة شهوة الكلام ولَذَّة ما قبله فلا ذاق اللذة ولا خفُتت الرغبةُ فيه إلى يومنا!

من كتاب (حضرةُ السَّيِّد ظِلِّي) حسام الدين الثني

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]