[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]في الرواية الشعبية للسيره الهلاليه أن سبب الهجره كان في المقام الأول هو أستنجاد بعض من العرب المتواجدين في تونس ببني هلال لنصرتهم على الصنهاجيين وتقول الروايه أن شخصين من أمراء العرب وصلوا الى مضارب بني هلال وأستضافتهم شيحا وزوجة بوعلي أمير بني هلال ، ثم أن هؤلاء الضيوف أخذوا في طلاء بكره كانت لديهم وذلك حسب أعتقادهم كأيحاء لبني هلال بالأستنجاد بهم وعندما رأى بوزيد الهلالي ذلك قال لهم :
هذي بكـرة مـا فيهـا جـرب *** وهذي جربها في قلوب أرجـال
أن كنتوا جوالي خايفين مالعدو *** وصلتوا الحمى والسو عنكم زال
وان كنتوا جوالي راميكم جفـا *** عدوا البو وطفه وسيع الجـال
وأنه كان من عادة أهل الباديه أن لا يسألوا الضيف الا بعد مرور ثلاثة أيام عن حاله وأحواله وسبب مجيئه اليهم غير أن شيحا لما رأت ماهم فيه من هم سألتهم عن السبب فحكوا لها قصتهم مع ( المعز بن باديس الصنهاجي) وكيف شرد أهاليهم وأرتكب مظالم في حقهم فضربت الطبل وذلك كما هو متبع في كل أمر يحتاج الى التجمع والمشاوره في بيت الأمير حسن بوعلي وعندما أجتمع الكل قالت شيحا :
نبيـك يابوزيـد تمـشـي رايــد *** ترودلنـا وطـنـا بعـيـد نـبـاه
نبيـك يابوزيـد تمـشـي رايــد *** ترودلنـا وطـن العريـش ومــاه
أنتا اللي مهـول ماعليـك صعيبـه *** واخذ علـي فـج الخـلا وأعـداه
بكانـي ضيفـا جـا بـات عندنـا *** مـاذاق ريـق ولا منامـه جــاه
يبكي بطول الليل مشغـول عالضنـا *** مظاليـم حازوهـم رجـال أعـداه
وأنت يابوعلي تمشي للمظاليم عندها *** يابـال مظلومـا محـلـك جــاه
وبعد أن قالت هذا الكلام تشاور الجميع وأخذوا يسألون الضيوف عن موطنهم فوصفوا لهم تونس على أنها جنة خضراء ، وحيث أن بني هلال كانوا في أرض مجدبه فقد أغرتهم الهجره الى تونس والمكوث هناك مع العرب الأخرين فقال بوزيد :
ساهله علي يـا رفاقتـي ماهلـه *** ولاعبد يهرب مـن قضـا مـولاه
عطونـي ضنـا شيحـا الثلاثـه *** انتونس بيهم في فجـوج الخـلاه
مرعي رسوه من رساوي بابلألأه *** اويحـي لذيـذ الوجـاب امـعـاه
ويونس ضمين القفل لو خص زاده *** يكسـر غالـيـات لثـمـان وراه
يعني أن بوزيد أشترط أن يرافقه في رحلته المعروفه بالترويده أبناء الأمير حسن وأبناء أخته شيحا وهم يونس و مرعي و يحي فقال الأمير حسن ردا علي بوزيد:-
هاذول يابوزيد مايهونـوا علـي *** لولا تقول مو سايل علـي نـزلاه
هاذول مايعرفوا غير أيات الكتـب *** هـاذول هاديـهـم الله بـهـداه
هاذول مايدوروا الا فوق خيلهـم *** ولاعند حد عمرهم علقوا مخـلاه
هاذول لا عيط العياط في قتر ماله *** ميجنه صقـوره غايـرات أدعـاه
خليتني بلاهم كيف من لاقا عـدو *** لا جواد زيـن ولا سـلاح أمعـاه
والله يا بوزيد لوتجينـي بلاهـم *** مايعـذرك واحـد بشـي أمعـاه
ثم أن ( بوزيد و مرعى ويونس ويحي ) أنطلقوا في رحلتهم الشهيرة بالترويده ولما كان يحي( تقاز ) أي براج فقد جلس في أحدى وقفاتهم وهم نائمون وأخذ يبرج فقال لهم بعد أن فهم معنى الرموز على التراب :-
بالله أقعدوا يا رفاقه لا فرق الله بينكـم *** رحتوا علـي سـوق الربـا والتلايـف
ما فيكـم مـن قطـع بالحديـد ألا *** نـامـن عبيـد مـا يدعـوا بالوصايـف
ومرعي تقتله هامه فـي ذيـل بيرهـا *** منهـا يــا نـجـاة كــل خـايـف
ويونس تمسكه حضريه في راس قصرها *** عـالــي الـرواويــش هـايــف
وخالى ينعور وينزور ويجـي يخـرف *** فـي هاذيـك النـجـوع الضفـايـف
( وفي هذا معتقد بالخرافه والأسطوره في السيره الشعبيه لبني هلال ، لعله من أصول جاهليه أو بربريه )
وقال لهم يحي من جملة ما قال ( اللي يجبد هالخبزه مالنار يموت !! )
فذهبوا وتركوا خبزتهم غير أن بوزيد قال ( العار أطول مالعمر ) ويقصد أنهم تركوا خبزتهم وذهبوا دون أن ياكلوا منها فرجع ووجد ذئبا قد أخرجها من النار فقتله وأخذ الخبز ... وذهبوا في طريقهم ...الى أن وصلوا الى شاطئ البحر فذهبت الخادمه التي كانت معهم الى الشاطئ لتغسل أوانيهم وثيابهم ، غير أنها لم ترجع اليهم فذهبوا الى مكانها ورأوا مركب متجهة الى عرض البحر ومعها الخادمه وكانت هذه المركب للزناتيه ... وغير بعيد من هذه المنطقه وجدوا ( الخفاجي عامر ) وهو من العرب الأوائل الذين هاجروا الى شمال أفريقيا ، وكان يقطن في منطقة أجدابيا الان كما تقول الروايه الشعبية وكان يحارب في اليهود الذين كانوا ياتون في سفن من جزيرة مالطا ..ودارت بين القوم محاورات شعرية متداوله وفق الروايه الشعبية لعل أشهرها أن بوزيد قد وجد الخفاجي عامر نائما فقال له :-
البوم لا يجلي ولا يعرف الجـلا *** والصقر دوم جلاي من مراقـده
والنـوم للـبـوم وألا للنـسـا *** وألا لـلـرجـال الـقـنـابـره
ولا خير في طفلا على أول مانشا *** كثير النـوم واجـدات همايـده
ان ما ذبها من شرقها الغربهـا *** وبيـن الثنايـا فـرغ مـزاوده
وألا مات وافتك من عيشة الردا *** وألا جا كيف الصقر مالي مخالبه
فقال الخفاجي عامر :
تلقـى الغنايـا عنـد هلهـا هنايـا *** وتلقى الثنايا يرمن فالرجال الصعالكه
لوكـان الخـلا ضـامـن الهـنـا *** راهـا الـنـاس كلـهـا جـوالـي
من يومن الخلا مو ضامـن الهنـا *** خيـر صيـرك تقعـد عالتـوالـي
فقال بو زيد :
( والله سواح *** ونقولوا علي لجواد قول الطرايف )
فقال الخفاجي عامر :
مرحبتين بيكم من غير مرحبه *** وطيباه بيكم يا أملاح الأصايل
وأستضافهم ثلاثة أيام يحكون له عن نجوعهم وترويدتهم وفي يوم رحيلهم عنه جأوه نبأ
عن اليهود يريدون مهاجمته في أرضه
فقال يونس ويحي ومرعي لخالهم بوزيد :
كان يا خال جبتـن عوايـدك *** نحنا نجيبوهن من غير الجمايل
يعني أنهم يريدون أن يحاربوا مع الخفاجي عامر ضد اليهود ....
فقال بوزيد للخفاجي عامر :
جيب لنا كلتنا سيف ودرع وطاسه *** وعوده ما عـذرت فـي نجايـل
وثلاث مزاريق مردوع عودهـن *** سمهن علي روس الحراب سايل
بكـره نقاتلـوا عـنـد هلـكـم *** مقاتلة أبوادي عند مال الحلايـل
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]